ولم يزل يقاتل حتى قتل وحز رأسه وحمل إلى المنصور فلما رآه تمثل * طمعت بليلى أن تريع وإنما * يقطع أعناق الرجال المطامع * وأدخلوا رأسه على أبيه في السجن وهو يصلي فألقوا الرأس بين يديه فلما فرغ من الصلاة التفت فرآه فقال رحمك الله لقد قتلوك صواما قواما ثم قال) * فتى كان يدنيه من السيف دينه * ويكفيه سوآت الأمور اجتنابها * ثم قال للرسول يا هذا قل لصاحبك قد مضى شطر من عمرك في النعيم وبقي شطر البؤس وقد مضى لنا شطر البؤس وبقي شطر النعيم ومن شعر محمد المهدي المذكور ما أنشده الصولي * أشكو إلى الله ما بليت به * فإن عالم الخفيات * * من فقدي العدل في البلاد ومن * جور مقيم على البريات * * رجوت كشف البلاء في زمن * فصرت فيه أخا بليات * وقال أخوه إبراهيم يرثيه وبعضهم رواها لأبي الهيذام * سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا * فإن بها ما يدرك الواتر الوترا * * وإنا أناس ما تفيض دموعنا * على هالك منا وإن قصم الظهرا * * ولسنا كمن يبكي أخاه بعبرة * يعصرها من جفن مقلته عصرا * * ولكنني أشفي فؤادي بغارة * ألهب من قطري كتابيها جمرا * وإلى محمد هذا تنتسب الفرقة المعروفة بالمحمدية وهم من فرق الشيعة لا يصدق أتباعه بموته ولا بقتله ويزعمون أنه في جبل حاجر من ناحية نجد مقيم إلى أن يؤمر بالخروج وكان المغيرة بن سعيد العجلي وسوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى مع ضلالته يقول لأصحابه إن المهدي المنتظر هو محمد بن عبد الله ويستدل على ذلك بأن اسمه واسم أبيه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه وقال هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم سيأتي رجل بعدي يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي الحديث ولعبد الله والدة عدة أولاد محمد هذا وإبراهيم وإدريس وموسى الجون ويحيى فأظهر محمد دعوته بالمدينة واستولى علهيا وعلى مكة واستولى أخوه إبراهيم على البصرة واستولى أخوهما إدريس على بعض بلاد المغرب وكان ذلك في ولاية المنصور ونفذ المنصور
(٢٤٣)