الحارث المدني الإمام أحد الأعلام ورى عن عكرمة وشعبة ولى ابن عباس وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد بن أبي أسيد وسعيد المقبري وصالح مولى التؤمة والزهري وخاله الحارث بن عبد الرحمن القرشي ومسلم بن جندب والقسم ابن العباس ومحمد بن قيس وخلق سواهم قال أحمد بن حنبل كان يشبه بسعيد بن المسيب فقيل له خلف مثله قال لا وكان أفضل من مالك إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال قال الواقدي مولده سنة ثمانين ورمي بالقدر وكان يحفظ حديثه ولم يكن له كتاب وقال أحمد بن حنبل بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال يستتاب مالك فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال أحمد وهو أورع وأقول للحق من مالك مات بالكوفة بعد منصرفه من بغداد وأجزل له المهدي الصلة وروى عنه الجماعة) وكانت وفاته سنة تسع وخمسين وماية قاضي مكة الأوقص محمد بن عبد الرحمن بن هشام أبو خالد القاضي المكي الأوقص ولي قضاء مكة وكان قصيرا دميما جدا وعنقه داخلا في بدنه ومنكباه خارجان كأنهما رحيان وكان الخصم إذا جلس بين يديه لا يزال يرعد إلى أن يقوم سمعته امرأة يوما وهو يقول اللهم أعتق رقبتي من النار فقالت وأي رقبة لك قالت له أمه إنك خلقت خلقة لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان فعليك بالدين والعلم فإنهما يتممان النقايص ويرفعان الخسايس قال فنفعني الله بما قالت وتعلمت العلم حتى وليت القضاء أسند عن خالد بن سلمة المخزومي وغيره وروى عنه معن بن علي وغيره توفي سنة تسع وستين وماية الطفاوي محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وثقة غير واحد وقال أبو زرعة منكر الحديث روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وتوفي سنة سبع وثمانين وماية الأموي ملك الأندلس محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي والي الأندلس كان عالما فاضلا عاقلا فصيحا يخرج إلى الجهاد ويوغل في بلاد الكفار السنة والسنتين وأكثر فيقتل وسبي وهو صاحب وقعة وادي سليط وهي من الوقايع المشهورة لم
(١٨٦)