الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٧
3 (ابن الحسن)) محمد بن الحسن الحنفي محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء الفقيه الحنفي أصله من قرية حرستا في غوطة دمشق قدم أبوه إلى واسط وأقام بها فجاءه محمد ونشأ بالكوفة وطلب الحديث ولقى جماعة من الأيمة سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعض كتب الفقه وسمع مسعرا ومالك بن مغول والأوزاعي ومالك بن أنس ولزم القاضي أبا يوسف وتفقه به أخذ عنه أبو عبيد وهشام بن عبيد الله وعلي بن مسلم الطوسي وعمر بن أبي عمر الحراني وأحمد بن حفص البخاري وخلق سواهم وقد افرد له الشيخ شمس الدين ترجمة في جزء نظر في الرأي وغلب عليه وسكن بغداد واختلف الناس إليه ولاه الرشيد القضاء بعد أبي يوسف وكان إماما مجتهدا من الأذكياء الفصحاء قال الشافعي لو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته وقد حملت عنه وقر بختي كتبا وقال ما نظرت سمينا أذكى من محمد وناظرته مرة فاشتدت مناظرتي له فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطع زرا زرا احتج به الشافعي وقال الدارقطني لا يستحق عندي الترك وقال النسائي حديثه ضعيف يعنى من قبل حفظه قال محمد بن أحمد ابن أبي رجاء سمعت أبي يقول رأيت محمدا في النوم فقلت إلام صرت فقال غفر لي قلت بم قال قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك إلا ونحن نغفر لك وصنف الكتب الكثيرة النادرة مها الجامع الكبير والجامع الصغير وله في مصنفاته المسايل المشكلة خصوصا ما يتعلق بالعربية من ذلك قال في الجامع الكبير إذا قال أي عبيدي ضربك فهو حر واي عبيدي ضربت فهو حر من ضربه من العببيد تحرر وإذا ضرب العبيد كلها تحرر الأول منهم انتهى قلت بضم الياء في أي الأولى وفتحها في الثانية وإنما كان ذلك لأن الفعل في المسألة الأولى شايع والفاعل متصل به فشاع لذلك الفاعل فاقتضى أن من ضرب تحرر والفعل في المسألة الثانية واقع على المفعول والمفعول غير متصل بالفعل اتصال الفاعل به فاقتضى ذلك التحصيص فإذا ضرب البعيد أجمعين تحرر الأول فقط وقال الشافعي ما رأيت أحدا يسأل عن مسألة فيها نظر إلا تبينت الكراهة في وجهه إلا محمد بن الحسن وذكر الشيخ أبو إسحاق في كتاب طبقات الفقهاء أن الشافعي كتب إلى محمد بن الحسن وقد طلب منه كتبا لينسخها فتأخرت عنه
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»