الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
* أيقنت أنك في الطيور مملك * لما رأيتك سرت تحت لواء * البسطامي اللغوي محمد بن بكر البسطامي قال ياقوت لا أعرف من حاله إلا ما ذكره حمزة الأصبهاني وقد ذكر الخليل وغيره ثم قال وصنف بالأمس محمد بن بكر البسطامي كتابا على كتاب محمد بن الحسن بن دريد المسمى الجمهرة وقال كان السبب لوضعي هذا الكتاب نظري في الكتاب المسمى كتاب الياقوتة أن منصفه حشا أكثر الكتاب بما لم تنطق به العرب وعزاه إلى ثعلب وقد طلبنا ما ادعى من ذلك على العرب في المصنفات فلم نجده ثم سألنا عنه أصحاب ثعلب فلم يعرفوه والذي صنف هذه الكتب لم يقم على ما أودعه شاهدا ولا دليلا من القرآن ولا من الحديث ولا من المثل ولا نحا قيما رواه إلا إلى أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي فتمت له رواية تلك الأباطيل بين قوم لم يطالبوه بدليل ثم ذكر كتاب العين وأنه من نصنيف تلاميذ الخليل الوتار محمد بن أبي بكر بن سيف شمس الدين أبو عبد الله التنوحي الموصلي الوتار ولد بالموصل سنة تسع وسبعين وخمس ماية واشتغل بها في الأدب وسكن دمشق مدة وتولى خطابة المزة وخطب بها إلى أن توفى في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وست ماية ومن شعره * وكنت وإياها مذ اختط عارضي * كروحين في جسم وما نقصت عهدا * * فلما أتاني الشيب يقطع بيننا * توهمته سيفا فالبسته غمدا * قلت جلا هذا المعنى عروسا في ثياب حداد لأن المعنى جيد والألفاظ مرذولة التركيب وكانت له نوادر مع الحكام وحصل بينه وبين صفى الدين ابن مرزوق كلام بسبب جارية بعد عزله من الوزارة فكان يعامله على عادة معاملته له في الوزارة فقال الوتار * ما أبصر الناس ولم يبصروا * في عصرهم مثل ابن مرزوق * * من جهله يحكم في عزله * كهارب يضرب بالبوق * ومن شعره الوتار) * من لي بصاح والمدامة ريقه * ثمل القوام لحاظه أبريقه * * ثم العواذل حين نم عذاره * والغصن أحسن ما يكون وريقه * * وقف العذار بحده فكأنه * لما تكامل آسه وشقيقه * * صبح أحاط به الظلام وقد غدا * متحيرا لم يدر أين طريقه * ابن مدودا الجزري محمد بن أبي بكر بن عباس الأمير وكان أولا محتسب الجزيرة
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»