وقال كلما طالت اللحية تكوسج العقل وقال من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن نظر في الفقه نبل قدره ومن تعلم اللغة والنحو رق طبعه ومن كتب الحديث قويت حجته ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وكان يقول عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلى على الناهد وقال ما حلفت بالله لا صادقا ولا كاذبا وقال الحميدي قدم الشافعي صنعاء فضربت له خيمة ومعه عشرة آلاف دينار فجاء قوم فسألوه فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء وقال ابن عبد الحكم كان الشافعي أسخى الناس بما يجد وقال الشافعي خرجت إلى اليمن وكان بها وال غشوم من قبل الرشيد فكنت أمنعه من الظلم وآخذ على يده وكان باليمن سبعة من العلوية ولا امر لي معه ولا نهى فكتب إليه بحملنا جميعا فحملنا فضربت رقاب العلوية ونظر إلي فوعظته فبكى وقال من أنت فقلت المطلبي فأعجبه كلامي وأعطاني خمسين ألفا ففرقتها في حجابه وأصحابه ومن على بابه وقال لي ألزم بابي ومجلسي وكان محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة جيد المنزلة عنده فجالسته وعرفت قوله ووقعت منه موقعا فكان إذا قام ناظرت أصحابه فقال لي يوما ناظرني قلت أجلك عن المناظرة قال لا قل قلت ما تقول في رجل غصب ساحة فبنى عليها دارا قيمتها ألف دينار) فجاء صاحبها فأقام البينة أنها ساحته قال له قيمتها ولا تقلع قلت ولم قال لقوله عليه السلام لا ضرر ولا اضرار في الدين قلت الغاصب أدخل الضرر على نفسه ثم قال محمد ما تقول في من غصب خيط إبريسم فخاط به بطن نفسه فجاء إنسان أقام البينة أن هذا الخيط له أينزع من بطنه قلت لا قال ناقضت قولك قلت لا تعجل هذا الضرر أعظم وأوردت عليه لوح السفينة ومسايل من هذا الجنس وكان وروده إلى بغداذ سنة خمس وتسعين وماية فأقام بها شهرا وخرج إلى مصر وكان وصوله إليها سنة تسع وتسعين ولم يزل بها إلى أن مات وقال الربيع كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي فقال لي أنت تموت في الحديد وقال للمزني لو ناظر الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي أنت تموت في الحديد فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا مغلولا وقال الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى متبتها جميعها وقيل أنه نظر في التنجيم فجلس يوما وامرأته في الطلق فقال تلد جارية عوراء على فرجها خال أسود تموت إلى كذا وكذا فكان الأمر كما قال فجعل على نفسه أن لا ينظر في التنجيم أبدا ودفن تلك الكتب وقال المزني قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي فذاكره أنساب الرجال فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا دع عنك أنساب الرجال فإنها لا
(١٢٣)