ثم لبس ثيابه فوقها وخرج يمشي على مهل حتى لحقوه فأخذوها منه فسمى سارق الحمام وذكر مثل هذا على سبيل التعليم للمريدين) وهذا قبيح لأنه متى كان للحمام حافظ وسرق منه سارق قطع ثم لا يحل لمسلم أن يتعرض لأمر يؤثم الناس به في حقه وذكر أن رجلا اشترى لحما فرأى في نفسه أنه يستحي من حمله إلى بيته فعلقه في عنقه وهذا في غاية القبح ومثله كثير انتهى وأنكروا عليه ما فيه من الأحاديث التي لم تصح ومثل هذا يجوز في الترغيب والترهيب والكتاب غاية في النفاسة وكان الإمام فخر الدين يقول كان الله جمع العلوم في قبة وأطلع الغزالي عليها أو كما قال ومن مصنفاته البسيط والوسيط وهو عديم النظير في بابه من حسن ترتيبه وتهذيبه وعليه العمدة الآن في إلقاء الدروس والوجيز والخلاصة هذه الأربع في الفقه قال بعضهم فيها * مجزوء الكامل هذب المذهب حبر * أحسن الله خلاصه * * ببسيط ووسيط * ووجيز وخلاصه * ويقال لنه قيل له ما عملت شيئا أخذت الفقه من كلام شيخك في نهاية المطلب والتسمية لكتبك من الواحدي ويقال أن نهاية المطلب لإمام الحرمين كانت زبر حديد فجعلها الغزالي زبر خشب ومن مصنفاته المستصفى في أصول الفقه والمنخول واللباب وبداية الهداية وكيمياء السعادة والمآخذ والتحصين والمعتقد والجام العوام والرد على الباطنية ومقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة وجواهر القرآن والغاية القصوى وفضائح الأباحية وغور الدور والمنتخل في علم الجدل ومعيار العلم والمضنون به على غير أهله وشرح الأسماء الحسنى ومشكاة الأنوار والمنقذ من الضلال والقسطاس المستقيم وحقيقة القولين وأورد ابن السمعاني من نظمه قوله الكامل * حلت عقارب صدغه من وجهه * قمرا فجل به عن التشبيه * * ولقد عهدناه يحل ببرجها * ومن العجائب كيف حلت فيه * وأورد له العماد الكاتب في الخريدة قوله الكامل * هبني صبوت كما ترون بزعمكم * وحظيت منه بلثم خد أزهر * * إني اعتزلت فلا تلوموا أنه * أضحى يقابلني بوجه أشعري *
(٢١٢)