* يا من به جمع الألوف مفرق * ومفرق العلياء فيه مجمع * * يا من إذا وضع المكارم في الورى * أضحى له عمل زكي يرفع * * يا من يعد مآثرا ومكارما * ما عدهن عيينة والأقرع * * أبوابه محجوجة وجبينه * بدر وبطن الكف منه ينبع * 3 (ابن صغير الطبيب)) محمد بن محمد بن عبد الله ابن صغير ناصر الدين الطبيب المصري قرأ الطب والحكمة علي والده والأدب على الشيخ علاء الدين القونوي سألته عن مولده فقال سنة إحدى وتسعين وست مائة فيه ظرف الأدباء وخلاعة أهل مصر وهو من أطباء السلطان توجه مع السلطان الملك الناصر محمد إلى الحجاز سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة وحضر من القاهرة إلى دمشق متوجها على خيل البريد لمداواة الأمير علاء الدين الطنبغا المارداني نائب حلب فما لحقه إلا وقد تمكن منه المرض فعاد ناصر الدين) المذكور إلى دمشق وقد تغير مزاجه من حماة فأقام بدمشق يمرض في مدرسة الدنيسري قريبا من خمسين يوما وهو من بيت كلهم أطباء وهو شريف النفس لا يطب إلا أصحابه أو بيت السلطان اجتمعت به غير مرة فوجدته لطيف العشرة دمث الأخلاق وله يد في ضرب العود وجاء الخبر إلى دمشق في ذي القعدة بوفاته بالقاهرة بالطاعون سنة تسع وأربعين وسبع مائة رحمه الله تعالى 3 (النصيبي القوصي)) محمد بن محمد بن عيسى ابن نحام بن نجدة بن معتوق الشيباني النصيبي ثم القوصي الأديب الشاعر الفاضل المحدث سمع العز الحراني ومحمد بن الحسين الخليلي وإسماعيل بن هبة الله بن علي بن المليحي وغيرهم وحدث بالبخاري بقوص وكان له مشاركة في النحو واللغة والتاريخ والبديع والعروض والقوافي كثير المروءة ظاهر الفتوة ظريفا لطيفا خفيفا له قدرة على ارتجال الحكاية المطولة والشعر سريع النادرة قال كمال الدين جعفر الأدفوي شعره في ثلاث مجلدات وكان رزقه منه يمتدح القضاة والأمراء والأكابر والتجار قال لما جئت إلى قوص وجدت بها الشيخ تقي الدين والشيخ جلال الدين الدشنائي فترددت إليهما فقال لي كل منهما كلاما انتفعت به فأما الشيخ تقي الدين فقال لي أنت رجل فاضل والسعيد من تموت سيئاته بموته لا تهج أحدا فما هجوت أحدا وأما الشيخ جلال الدين فقال لي أنت رجل فاضل ومن أهل الحديث ومع ذلك فأشاهد عليك شيئا ما هو ببعيد أن يكون في عقيدتك شيء وكنت متشيعا فتبت من ذلك وقال كنت مرة عند عز الدين البصراوي الحاجب بقوص فحضر الشيخ على الحريري وحكى أنه رأى درة تقرأ سورة يس فقلت وكان غراب يقرأ سورة السجدة فإذا جاء عند آية السجدة سجد ويقول سجد لك سوادي واطمأن بك فوادي وتوفي بقوص سنة سبع وسبع مائة ومن شعره * الوافر إذا ابتسمت من الغور البروق * تأوه مغرم وبكى مشوق * * تذكرني العقيق وأي صب * له صبر إذا ذكر العقيق * ومن المتقارب * تذكر بالسفح بانا وظلا * فأجرى المدامع وبلا وطلا * * يرجى زمانا تولى يعود * وليس يعود زمان تولى *
(٢٠١)