* فأصبح لا يثنى إلى الروض جيده * غراما ولم يعدل بها ورده الجوري * * وقد كانت الأطماع نامت ليأسها * فلما أتت قال الغرام لها ثوري * * وزادت جفون العين سهدا كأنما * حبتها بكحل منه في الجفن مذرور * * وكان الدجى كالعام فاحتقرت به * وقالت له ميعادك النفخ في الصور * * ولم ترض من نار الحشا باتقادها * فقد قذفت في كل عضو بك النور * * وما شكرت عيني على سفح عبرتي * على أن محصول البكى غير محصور * * وقالت أما تخبا الدموع لشدة * فدعها تفض من زاخر اللج مسجور * * ولو كنت ألقى في البكى فرجا لما * مضى اليوم حتى كنت أول مسرور * * أاحبابنا عذرى على البعد واضح * وما كل صب في البعاد بمعذور * * فلو كنت ألقى الصبر هانت مصيبتي * ولكنه للحظ في غير مقدوري * * فإن تبعثوا لي من زكاة اصطباركم * فإني لما تهدونه جد مضرور * * سلوا الليل هل آنست فيه برقدة * فما هو ممن راح يشهد بالزور * * فكم لي فيه صعقة موسوية * وللقلب من ذكراكم دكة الطور * * تشفعت للبين المشت بكم عسى * يعود هزيم القرب عودة منصور * * على أن جاه الحظ أكرم شافع * ولولاه كان الدهر أطوع مأمور * * وما هو إلا الحظ يعترض المنى * ولو صح لم يحتج إلى بنت منظور * * فكم في البرايا بين عان ومطلق * وسال ومحزون ودان ومهجور * * وليس سوى التسليم لله والرضى * بقلب منيب طائع غير مقهور * * وحاش لعلام الخفيات في الورى * على ما ابتلاني أن أرى غير مأجور * فكتب إلي الجواب رحمه الله تعالى وردت المشرفة السامية بحلاها الزاهية بعلاها المشتملة على الأبيات الأبيات الصادرة عن السجيات السخيات التي فاقت الكنديين وطوت ذكر الطائيين ما شئت من بدائع أيداع وروائع) إبداع تقف الفصاحة عندها وتقفو البلاغة حدها فلله ذلك الفضل الوافي بل ذلك السحر الحلال الشافي بل تلك القوي في القوافي بل تلك المقاصد التي أقصدت المنى في المنافي بل تلك المعاني التي حيرت المعاني وفعلت بالألباب ما لا تفعله المثالث والمثاني بل تلك الأوضاع التي حاكى الربيع وشيها وامتثل القلم أمرها ونهيها فهو يصرفها كيف يشاء مرسوما ثقة منه أنها لا تخالف له مرسوما لقد آل فضل الكتاب إليها وآلى فصل الخطاب لا وقف إلا بين يديها لقد صدرت عن رياض الأدب فجنت زهره اليانع لقد أخذت بآفاق سماء الشرف فلها قمراها والنجوم الطوالع لقد أفحمت قائلة الرمل
(٢٢٣)