تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٥٩
4 (مسير السلطان الناصر إلى مصر)) قلت: ثم سار السلطان الملك الناصر يريد الديار المصرية بإشارة نائبه شمس الدين لؤلؤ وإلحاحه عليه، وكان يستهزئ بعسكر مصر ويقول: آخذها بمائتي فارس. وكانت تأتيه كتب من مصر فساروا، وتقدم جمال الدين ابن يغمور وسيف الدين المشد، وتقدم الجيش، وانفرد لؤلؤ وضياء الدين القيمري، وبرز الصالحيون، فكان الملتقى في ذي القعدة عند الصالحية في آخر الرمل، فانكسرت الصالحية ونهبت أثقالهم، وانهزم طائفة منهم إلى الصعيد، وخطب في) ذلك اليوم بالقاهرة وبقلعة مصر للملك الناصر وبات جمال الدين ابن يغمور تلك الليلة بالعباسة، وأحمى الحمام للسلطان، وهيأ الإقامات. هذا، والسلطان ما عنده خبر من نصرته، وهو واقف بسناجقه وخزائنه وخواصه.
4 (كسرة عسكر السلطان الناصر)) وأما الصالحية فلما رأوا الكسرة ساق منهم عز الدين أيبك التركماني الذي تسلطن، والفارس أقطاي في ثلاثمائة فارس هاربين طالبين الشام، فمروا في طريقهم بالشمس لؤلؤ، والضياء القيمري، فالتقوا على غير تعبئة، فحمل عليهم لؤلؤ وحملوا عليه، فظفروا به وأسروه، وقتلوا ضياء الدين، ثم قتلوا
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»