تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٣٤٨
وسارت عساكر الشام إلى غزة، ومضى المنصور صاحب حمص بنفسه إلى عكا فأجابوه.) فسافرت أنا إلى مصر، ودخلت القدس فرأيت الرهبان على الصخرة وعليها قناني الخمر، ورأيت الجرس في المسجد الأقصى، وأبطل الأذان بالحرم وأعلن الكفر.
وقدم وأنا بالقدس الناصر داود إلى القدس فنزل بغريبه.
وفيها ولى الملك الصالح قضاء مصر للأفضل الخونجي بعد أن عزل ابن عبد السلام نفسه بمديدة.
ولما عدت الخوارزمية الفرات، وكانوا أكثر من عشرة آلاف، ما مروا بشيء إلا نهبوه، وتقهقر الذين بغزة منهم. وطلع الناصر إلى الكرك، وهربت الفرنج من القدس، فهجمت الخوارزمية القدس، فقتلوا من به من النصارى، وهدموا مقبرة القمامة، وأحرقوا بها عظام الموتى، ونزلوا بغزة وراسلوا صاحب مصر، فبعث إليهم الخلع والأموال، وجاءتهم العساكر، وسار الأمير حسام الدين ابن أبي علي بعسكر ليكون مركزا بنابلس. وتقدم المنصور إبراهيم على الشاميين، وكان شهما شجاعا قد انتصر على الخوارزمية غير مرة، وسار بهم، ووافته الفرنج من عكا وغيرها بالفارس والراجل، ونفذ الناصر داود عسكره فوقع المصاف بظاهر غزة وانكسر المنصور شر كسرة واستحر القتل بالفرنج.
قال ابن واصل: أخذت سيوف المسلمين الفرنج فأفنوهم قتلا وأسرا، ولم يفلت منهم إلا الشارد، وأسر أيضا من عسكر دمشق والكرك جماعة مقدمين، فحكي لي عن المنصور أنه قال: والله لقد قصرت ذلك اليوم، ووقع في قلبي أننا لا ننصر لانتصارنا بالفرنج.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»