تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٣٤٩
ووصلت عساكر دمشق معه في أسوأ حال.
وأما بمصر فزينت زينة لم تزين مثلها، وضربت البشائر، ودخلت أسارى الفرنج والأمراء، وكان يوما مشهودا بالقاهرة.
ثم عطف حسام الدين ابن أبي علي وركن الدين بيبرس فنازلوا عسقلان وحاصروا الفرنج الذين تسلموها، فجرح حسام الدين، ثم ترحلوا إلى نابلس، وحكموا على فلسطين والأغوار، إلا عجلون فهي بيد سيف الدين بن قليج نيابة للناصر داود. وبعث السلطان الصالح نجم الدين وزيره معين الدين ابن الشيخ علي على جيشه، وأقامه مقام نفسه، وأنفذ معه الخزائن، وحكمه في الأمور، وسار إلى الشام ومعه الخوارزمية، فنازلوا دمشق وبها الصالح والمنصور صاحب حمص، فدل الصالح إسماعيل فلم يظفر بطائل ورجع.) واشتد الحصار على دمشق وأخذت بالأمن لقلة من مع صاحبها، ولفناء ما بالقلعة من الذخائر، ولتخلي الحلبيين عنه، فترحل الصالح إسماعيل إلى بعلبك، والمنصور إلى حمص. وتسلم الصاحب معين الدين القلعة والبلد.
ولما رأت الخوارزمية أن السلطان قد تملك الشام بهم وهزم أعداءه، صار لهم عليه إدلال كبير، مع ما تقدم من نصرهم له على صاحب الموصل وهو بسنجار، فطمعوا في الأحياز العظيمة، فلما لم يحصلوا على شيء فسدت نيتهم له، وخرجوا عليه، وكاتبوا الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، وهو أكبر أمراء الصالح نجم الدين، وكان بغزة، فأصغى إليهم فيما قيل، وراسلوا صاحب الكرك، فنزل إليهم ووافقهم.
(٣٤٩)
مفاتيح البحث: الشام (2)، دمشق (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»