تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٣٥٠
قلت: وكانت أمه أيضا خوارزمية، وتزوج منهم.
ثم طلع إلى الكرك واستولى حينئذ على القدس ونابلس وتلك الناحية، وهربت منه نواب صاحب مصر.
ثم راسلت الخوارزمية الملك الصالح إسماعيل، وحلفوا له، فسار إليهم، واتفقت كلمة الجميع على حرب صاحب مصر، فقلق لذلك، وطلب ركن الدين بيبرس فقدم مصر فاعتقله وكان آخر العهد به. ثم خرج بعساكره فخيم بالعباسية، وكان قد نفذ رسوله إلى المستعصم بالله يطلب تقليدا بمصر والشام والشرق، فجاءه التشريف والطوق الذهب والمركوب. فلبس التشريف الأسود والعمامة والجبة والفرس بالحلية الكاملة، وكان يوما مشهودا.
ثم جاء الصالح إسماعيل والخوارزمية فنازلوا دمشق وليس بها كبير عسكر، وبالقلعة الطواشي رشيد، وبالبلد نائبها حسام الدين بن أبي علي الهذباني، فضبطها وقام بحفظها بنفسه ليلا ونهارا، واشتد بها الغلاء، وهلك أهلها جوعا ووباء.
وبلغني أن رجلا مات في الحبس فأكلوه، كذلك حدثني حسام الدين بن أبي علي، فعند ذلك اتفق عسكر حلب والمنصور صاحب حمص على حرب الخوارزمية وقصدوهم فتركوا حصار دمشق، وساقوا أيضا يقصدونهم، فالتقى الجمعان، ووقع المصاف في أول سنة أربع وأربعين على القصب، وهي منزلة على بريد من حمص من قبليها، فاشتد القتال والصالح إسماعيل مع الخوارزمية فانكسروا عندما قتل مقدمهم الملك حسام الدين بركة خان، وانهزموا ولم تقم لهم بعدها قائمة. فقتل بركة خان مملوك من الحلبيين، وتشتتت الخوارزمية، وخدم طائفة منهم) بالشام، وطائفة بمصر، وطائفة مع كشلوخان ذهبوا إلى
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»