تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٩٨
قال العماد الكاتب: قال لي الأفضل: كنت قد فارقت أخي منذ تسع سنين، وما التقينا إلا في هذه السنة.
قال: وأنشدني لنفسه في المعنى:
* نظرتك نظرة من بعد تسع * تقضت بالتفرق من سنين * * وغض الطرف عنها طرف غدر * مسافة قرب طرف من جبين * * فويح الدهر لم يسمح بقرب * بعيد به الهجوع إلى الجفون * * فراق ثم يعبقه بين * يعيد إلى الحشا عدم السكون * * ولا يبدي جيوش القرب حتى * يرتب جيش بعد في الكمين * * ولا يدني محلي منك إلا * إذا دارت رحى الحرب الزبون * * فليت الدهر يسمح لي بأخرى * ولو أمضى بها حكم المنون * فقلت: لله درك ما أبدع هذا المعنى، فكاتب أخاك بما فيه استعطاف.
4 (الإفساد على الأفضل)) قال العماد: فلو ترك الأفضل وفطنته الذكية، لجرت الأمور على السداد، ولكن أصحابه وجلساءه أفسدوا أحواله، ورموا أكابر أمرائه بالمكاتبة والخيانة، فوقعت الوحشة، وقالوا له: أنت أحق بالسلطنة، وأنت أكبر الأخوة، وأنت ولي عهد أبيك. فتفرق عنه كبراء دولته، وتوجهوا إلى العزيز فكان إذا
(٩٨)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»