تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٧ - الصفحة ٤٩
4 (ولاية نور الدين مصر)) فكتب المقتفي لأمر الله عهدا لنور الدين محمود بن زنكي، وولاه مصر، وأمره بالمسير إليها، وكان مشغولا بحرب الفرنج، وهو لا يفتر من الجهاد، وما له إلا أياما قد تملك دمشق في صفر، وأخذها من صاحبها مجير الدين أبق بن محمد بن بوري بن طغتكين.
4 (أخذ نور الدين دمشق)) وكانت الفرنج قد ملكوا عسقلان، وطمعوا في دمشق، حتى أنهم استعرضوا من بها من الرقيق، فمن أراد المقام تركوه، ومن أراد العود إلى وطنه أخذ قهرا من مالكه. وكان لهم على أهلها كل سنة قطيعة، فتجيء رسلهم ويأخذون من الناس. فراسل نور الدين مالكها مجير الدين واستماله، وواصله بالهدايا، وأظهر له المودة حتى ركن إليه، وكان يرسل إليه أن فلانا قد بعث إلي وكاتبني في تسلم دمشق فاحذره. فكان مجير الدين يقبض على ذلك الرجل، ويقطع خبره، إلى أن قبض على نائبه عطاء بن حفاظ وقتله.
وكان نور الدين لا يتمكن مع وجود عطاء من أخذ دمشق. ثم كاتب نور الدين من بدمشق من الأحداث، واستمالهم، ووعدهم، ومناهم، فوعدوه بأن يسلموا إليه البلد، فلما وصل نور الدين إلى) دمشق بعث مجير الدين يستنجد بالفرنج، فتسلم نور الدين البلد من قبل أن يقدموا، وذلك أن نور الدين حاصرها، فسلم إليه أهل البلد من ناحية الباب الشرقي، وحصر مجير الدين في القلعة، وبذل له إن سلم القلعة بلد حمص، فنزل، فلما سار إلى حمص أعطاه
(٤٩)
مفاتيح البحث: دمشق (7)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»