تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٣٠٩
للخليفة وقال: أنا) أخلي البلد له، وأحقن دماء المسلمين ونودي بالعبور إلى الجانب الشرقي، واشتدت الأمطار حتى كادت الدور أن تغرق، وانتقل الخليفة إلى مخيمه بالجانب الغربي تحت الرقة، فعرف السلطان، وقرب ن بغداد، فبعث برتقش الزكوي، وأسعد الطغرائي، فذهبا إلى الخيفة، وأديا رسالة السلطان وتألمه من انزعاج الخليفة. ثم حشيا في آخر الرسالة، فقال المسترشد: أنا أقول به يجب أن تتأخر في هذه السنة، ولا يقبل، ما بيني وبينه إلا السيف.
وقال لبرتقش: أنت كنت السبب في مجيئه وأنت أفسدته. وهم بقتله، فمنعه الوزير وقال: هو رسول. فرجعا بكتاب الخيفة وبالسالة، فاستشاط غضبا، وأمر بالرحيل إلى بغداد.
4 (صلاة الخليفة بالناس يوم الأضحى)) وفي يوم الأضحى نصبت خيمة عظيمة، وصلى المسترشد الخليفة بالناس، وكان المكبرون خطباء الجوامع ابن الغريق، وابن المهتدي، وابن التريكي. وصعد المنبر، ووقف ولي عهده الراشد بالله دونه، وبيده سيف مشهور، فقال: الله أكبر، ما سحت الأنواء، وأشرق الضياء، وطلعت ذكاء، وعلت على الأرض السماء، الله أكبر، ما همع سحاب، ولمع سارب، وأنجح طلاب، وسر قادم بإياب. وذكر خطبة بليغة، ثم جلس، ثم قام فخطب وقال: اللهم أصلحني في ذريتي، وأعني على ما وليتني، وأودعني شكر نعمتك، ووفقتي وانصرني. فلما أنهاها وتهيأ للنزول بدره أبو المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي فأنشده:
* عليك سلام الله يا خير من علا * على منبر قد حف أعلامه النصر *
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»