تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٣٠٨
4 (سنة عشرين وخمسمائة)) 4 (كتاب سنجر إلى السلطان محمود)) لما علم السلطان محمود بقتال الخليفة لطغرلبك فرح، وكاتب الخليفة وقال: قد علمت ما فعلت لأجلي، وأنا خادمك. وتراسلا بالأيمان والعهود عل أنهما ينقصان على سنجر، فعلم سنجر، وبعث إلى محمود يقول: أنت صبي، والخليفة قد عزم على أن يمكر بك وبي، فإذا اتفقتما علي ففرغ مني، عاد إليك، فلا تصغ إليه. وأنا فما لي ولد ذكر، وأنت لما ضربت معي مصافا فظفرت بك، لم أسيء إليك وقتلت من كان سببا لقتالنا، وأعدتك إلى السلطنة، وجعلتك ولي عهدي، وزوجتك ابنتي، فلما توفيت زوجتك الأخرى، فسر إلى بغداد بالعساكر، وأمسك الوزير أب صدقة، واقتل رؤوس الأكراد وخذ آلة السفر التيعلمها، وتقول للخليفة: ما تحتاج إلى هذا، أنا سيفك وخادمك، فإن فعل وإلا أخذته بالشدة، وإلا لم يبق لي ولا لك معه أمر.
وبعث إليه رجلا، وقال: هذا يكون وزيرك. فثنى عزمه.
4 (انزعاج الخليفة من قدوم السلطان إلى بغداد)) فكتب صاحب الخبر إلى الخليفة بذلك، فنفذ الخليفة إليه سديد الدولة ابن الأنباري يقول له: ينبغي أن تتأخر في هذه السنة لقلة الميرة. فقال: لا بد لي من المجيء وتوجه. فلما سمع الخيفة نفذ رسولا وكتابا إلى وزير السلطان، يأمره برد السلطان عن المجيء، فأبى، أجاب بجواب ثقل سماعه على الخيفة، وشرع ف يعمل آلة القتال، وجمع الجيش. ونودى ببغداد في ذي القعدة بعبور الناس إلى الجانب الغربي، وازدحم الخلق، وبعد أيام بدا
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»