العيون إلى سنجر، أن قدرخان ذهب يتصيد في ثلاثمائة فارس، فندب الأمير بزغش لقصده، فساق ولحقه وقاتله، فانهزم أصحاب قدرخان لقلتهم، واسر قدرخان وكندغدي وأحضر بين يدي سنجر فقبل قدرخان الأرض واعتذر فأمر به فقتل وتكس كندغدي، ونزل في قناة مشى فيها قدر فرسخين تحت الأرض، على ما به من النقرس، وقتل فيها حيتين، وطلع من القناة، فصادف أصحابه، فسار في ثلاثمائة فارس إلى غزنة.
وفاة كندغدي قال ابن الأثير: وقيل: بل جمع سنجر عساكر كثيرة، والتقى بصاحب سمر قند، وكثر القتل بين الناس، وانهزم قدرخان صاحب سمر قند، وأسر، ثم قتل. وحاصر سنجر ترمذ، وفيها كندغدي، فنزل بالأمان، وأمره بمفارقة بلاده، فسار إلى غزنه، فأكرمه صاحبها علاء الدولة وبالغ، ثم خاف منه كندغدي، ثم هرب، فمات بناحية هراة.
تملك سنجر بن محمد على سمر قند وأحضر السلطان سنجر محمد بن سليمان بن بغراخان نائب مرو، وملكه سمرقند، وبعثه إليها.
وهو من أولاد الخانية بما وراء النهر، وأمه ابنة السلطان ملكشاه، وسنجر خاله، فدفع عن مملكة آبائه، فقصد مرو، وأقام بها إلى الآن، فعظم شأنه، وكثرت جموعه، إلا أنه انتصب له هاغوابك، وزاحمه في الملك، وجرت له معه حروب.