تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٨٦
والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو علي الجبائي: كان السلطان قد طلب أبو عيسى الوراق، وابن الراوندي، فأما الوراق فحبس حتى مات، وهرب ابن الراوندي إلى ابن لاوي اليهودي، ووضع له كتاب الدامغ يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم لم يلبث إلا أياما حتى مرض ومات إلى اللعنة. وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وكان ابن عقيل عاش ستا وثلاثين سنة.
قلت: وقد سرد ابن الجوزي من زندقيته أكثر من ثلاث ورقات، صدف هذا الكتاب عنها. ثم رأيت ترجمته في تاريخه فقال: أبو الحسين بن الراوندي المتكلم من أهل مرو الروذ، سكن وكان من متكلمي المعتزلة، ثم فارقهم وتزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين: ليفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة.
وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطبراني أن ابن الراوندي كان لا يستقر على مذهب، ولا يثبت على انتحال، حتى صنف لليهود كتاب النصرة على المسلمين بأربعمائة درهم كما بلغني، أخذها من يهود سامراء، فلما أخذ المال رام نقضها، حتى أعطوه مائتي درهم، فسكت.
قال البلخي في مجالس خراسان: أحمد بن يحيى الراوندي المتكلم، لم يكن في زمانه من نظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرف بدقيقه وجليله منه، وكان أول أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»