تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٣١٦
في مصر كان أول طلبه عند محمد بن عيسى الأعشى، ثم رحل وروى عن أهل الحرمين، ومصر والشام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وخراسانكذا قال فغلظ، لم يصل إلى خراسان.
قال: وعدن، والقيروان.
قلت: وما أحسبه دخل اليمن.
قال: وذكر عبد الرحمن بن أحمد، عن أبيه، أن امرأة جاءت إلى بقي فقالت: ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإني والهة.
قال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره.
ثم أطرق وحرك شفته. ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل سقط قيدي. فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشيخ.
قال: فصاح علي المرسم بنا، ثم نظر وتحير، ثم أحضر الحداد وقيدني، فلما فزع ومشيت سقط. فبهتوا ودعوا رهبانهم. فقالوا: لك والدة قلت: نعم.
قالوا: وافق دعاؤها الإجابة، وقد أطاعك الله، فلا يمكننا تقييدك. فزودوني وبعثوني.
قال: وكان بقي أول من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس. فثاروا عليه لأنهم كان علمهم المسائل ومذهب مالك. وكان بقي يفتي بالأثر، ويشذ عنهم شذوذا عظيما.
فعقدوا عليه الشهاداتن وبدعوه، ونسبوا إليه الزندقة وأشياء نزهه الله منها.
وكان بقي يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسا لا يقع إلا بخروج الدجال.
قال: وقال بقي: أتيت العراق، وقد منع أحمد بن حنبل من الحديث،
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»