تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٣١٤
يحيى بن بكير إلى جنبه، وسمع مني سبعة أحاديث.
وقال أبو الوليد بن الفرضي: ملأ بقي بن مخلد الأندلس حديثا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيون، ابن خالد، ومحمد بن الحارث وأبو زيد ما أدخله في كتب الاختلاف وغرائب الحديث، فأغروا به السلطان، وأخافوا به.
ثم إن الله أظهره عليهم وعصمه فنشر حديثه وقرأ للناس روايته. ثم تلاه ابن وضاح، فصارت الأندلس دار حديث.
ومما انفرد به، ولم يدخله سواء مصنف أبي بكر بن أبي شيبة، وكتاب الفقه للشافعي بكماله، وتاريخ خليفة، وكتابه الكبير في الطبقات، وكتاب سيرة عمر بن عبد العزيز للدورقي وليس لأحد مثل مسنده.
وكان ورعا فاضلا زاهدا، قد ظهرت له إجابات الدعوة في غير ما شيء. قال: وكان المشاهير) من أصحاب ابن وضاح لا يسمعون منه، للذي بينهما من الوحشة.
ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين.
ورخه عبد الله بن يونس. قال محيي الدين بن العربي: الكرامات منها وطفة بلا كون قبل أن يكون، والإخبار بالمعينات. وهي على ثلاثة ضرب: إلقاء، وكتابة، ولقاء. وكان بقي بن مخلد، رحمه الله، قد جمعها وكان صاحبا للخضر. شهر هذا عنه.
ذكره في مواقع النجوم، ثم شطح المحبين وقال علينا جماعة كذلك. وشاهدنا من ذاتنا غير مرة.
ومن هذا المقام ينتقلون إلى مقام يقولون فيه للشيء كن فيكون بإذن الله.
وقال الحافظ ابن عساكر: لم يقع إلي مسند من حديثه.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»