تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٢١٢
الساحة بالقلوب، وسير الشواتي سفر لا يقضى.
دع الإحصاء والعدد، وصم الدنيا وأفطر الآخرة.
وكان يقول، إذا رأى عليهم الفوط والأبراد والصوف، وهم يصلون: قد نشرتم أعلامكم وضربتم طبولكم، فليت شعري في اللقاء أي رجال أنتم قال زريق النفاط، أو غيره: رأيت أبا حاتم بيده عطر يعرضه للبيع، فسألته عن مسألة، فقال: لكل مقام مقال، ولكن اصبر حتى أفرغ. وكان إذا فرغ جلس يوم الجمعة، اجتمع إليه الصوفية وأصحاب الحديث والغرباء، وعامة، مسجد البصرة، وجميع الطبقات.
وكان الذين يلزمون حلقته: ابن الشويطي. وأبو سعيد الغنوي، والمرزوقي. وكان الغنوي يميل إلى شيء من الكلام ويعرفه.
وكان في المسجد طائفة من الناس ينكرون على أهل المحبة لما يبلغهم من التخليط، وكانوا أهل حديث، وكلهم يستملي أبا حاتم ويعجبه كلامه لرقته، ولقوله بالسنة ومخالفته الغسانية.
وكانوا يميلون إليه هو وعبد الجبار السلمي، والحسن بن المثنى، وأحمد بن أبي عمر، وابن أبي عاصم، والجذوعي. كل هؤلاء صوفية المسجد من أهل السنة والحديث يتحلون النسك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان لهم بالبلد قدر وهيبة.
وقال السلمي: كان أبو حاتم العطارأستاذ الجنيد وأبي سعيد الخراز.
وكان من جلة مشايخهم، من أقران أبي تراب النخشبي. وهو أول من تكلم بالعراق في علوم الإشارات.
وعن محمد بن وهب قال: دخلت البصرة أنا ويعقوب الزيات، فأتينا أبا حاتم العطار، فدققنا الباب، فقال: من هذا) قلت: رجل يقول الله.
فخرج ووضع خده على الأرض، وقال: بقي من يحس يقول الله 4 (أبو حمزة البغدادي الصوفي.))
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 219 220 221 ... » »»