تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٠
خطوة يخطو محمد ويضع قدمه على قدمه ويتبع أثره.
وقال خلف الخيام: سمعت أبا عمرو بن نصر الخفاف يقول: محمد بت إسماعيل أعلم في الحديث من أحمد وإسحاق بعشرين درجة، ومن قال فيه شيء فمني عليه ألف لعنة. ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعبا.
وقال أبو عيسى الترمذي: كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير، فلما قام من عنده قال له: يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة.
قال أبو عيسى: استجيب له فيه.
وقال جعفر بن محمد المستغفري في تاريخ نسف، وذكرالبخاري: لو جاز لي لفضلته على من لقي من مشايخه، ولقلت: ما رأى بعينه مثل نفسه. دخل نسف سنة ست وخمسين وحدث) بها بجامعه الصحيح، وخرج إلى سمرقند لعشر بقين من رمضان، ومات بقرية خرتنك ليلة الفطر.
وقال الحاكم: أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام.
قال محمد بن أبي حاتم: بلغني أن أبا عبد الله شرب البلاذر للحفظ، فقلت له: هل من دواء يشربه الرجل للحفظ فقال: لا أعلم. ثم أقبل علي وقال: لا أعلم شيئا أنفع لحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر. وذلك أني كنت بنيسابور مقيما، فكان يرد إلي من بخارى كتب، وكن قرابات لي يقرئن سلامهن في الكتب، فكنت أكتب إلى بخارى، وأردت أن أقرئهن سلامي، فذهب علي أساميهن حين كتبت كتابي، ولم أقرئهن سلامي.
وما أقل ما يذهب عني في العلم، يعني ما أقل ما يذهب عنه من العلم لمداومة النظر والاشتغال، وهذه قراباته قد نسي أسماءهن. وغالب الناس بخلاف ذلك فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلا اليسير من العلم.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»