تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٣
قال محمد بن أبي حاتم: قدم رجاء الحافظ فقال لأبي عبد الله: ما أعددت لقدومي حيث بلغك، وفي أي شيء نظرت قال: ما أحدثت نظرا ولم أستعد لذلك، فإن أحببت أن تسألني عن شيء فافعل.
فجعل يناظره في أشياء فبقي رجاء لا يدري، ثم قال له أبو عبد الله: هل لك في الزيادة) فقال استحياء وخجلا منه: نعم.
قال: سل إن شئت.
فأخذ في أسامي أيوب، فعد نحوا من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظن رجاء أن قد صنع شيئا فقال: يا أبا عبد الله فاتك خير كثير.
فزيف عبد الله في أولئك سبع، وأغرب عليه نحو أكثر من ستين رجلا.
ثم قال له رجاء: كم رويت في العمامة السوداء قال: هات كم رويت أنت قال البخاري: نروي نحوا من أربعين حديثا.
فخجل رجاء ويبس ريقه.
وسمعت أبا عبد الله يقول: دخلت بلخ، فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه، فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ.
وقال ابن أبي حاتم وراق أبي عبد الله: قال أبو عبد الله: سئل إسحاق بن إبراهيم عمن طلق ناسيا، فسكت. فقلت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. وإنما يراد مباشرة هذه الثلاث: العمل، والقلب، أو الكلام والقلب، وهذا لم يعتقد بقلبه.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»