تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٤٤
فقال له ابن أبي دؤآد: يا شيخ ما تقول في القرآن فقال: لم تنصفني، ولي السؤال. قال: سل. قال: ما تقول في القرآن قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، والخلفاء الراشدون، أم شيء لم يعلموه فقال يعني ابن أبي دؤآد: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت. فخجل ابن أبي دؤآد فقال: أقلني. قال: أقلتك. ما تقول في القرآن قال ابن أبي دؤآد: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء قال: علموه، ولم يدعوا الناس إليه. قال: أفلا وسعك ما وسعهم فقام أبي الواثق ودخل خلوته، واستلقى على ظهره وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عثمان، ولا علي، ولم يدعوا إليه، أفلا وسعك ما وسعهم. ثم دعا عمارا الحاجب، وأمره أن يرفع عنه القيود، ويعطيه أربعمائة دينار، وسقط من عينه ابن أبي دؤآد. ولم يمتحن بعدها أحدا. قال أبو ثعلب: أنشدني أبو الحجاج الأعرابي:
* نكست الدين يا ابن أبي دؤآد * فأصبح من أطاعك في ارتداد * * زعمت كلام ربك كان خلقا * أما لك عند ربك من معاد *)
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»