تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٨
4 (فصل من صدقه)) قال الحسين بن الحسن المروزي: ثنا الهيثم بن جميل، سمعت مهلهلا يقول: خرجت مع سفيان إلى مكة، وحج الأوزاعي، ورافقنا في بيت ثلاثا، فبينما نحن جلوس، دخل خصي فقال: قد جاء الأمير، وعلى الناس عبد الصمد عم المنصور، فأما أنا والأوزاعي فثبتنا، وأما سفيان فدخل قبرا، فدخل الأمير عبد الصمد فسلم عليه الأوزاعي، فقال: أين أبو عبد الله قلنا: دخل لحاجته، وقمت إليه فقلت: إنه ليس ببارح حتى تخرج، فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله: إنك رجل أهل المشرق وعالمهم، بلغني قدومك فأحببت الاقتداء بك، فأطرق سفيان ثم قال: ألا أدلك على خير من ذلك قال: وما هو قال اعتزل ما أنت فيه، قال: فقلت: إنا لله، تستقبل الأمير بهذا قال فتغير لونه قال: إن أمير المؤمنين لا يرضى مني بهذا، وقام فخرج مغضبا.
وروى محمد بن النعمان بن عبد السلام قال: مرض سفيان بمكة ومعه الأوزاعي، فدخل عليه عبد الصمد، فحول وجهه إلى الحائط، فقال الأوزاعي: إنه سهر البارحة فلعله نائم، فقال) سفيان: لست بنائم، لست بنائم، فقام عبد الصمد، فقال الأوزاعي لسفيان: أنت مستقتل لا يحل لأحد أن يصحبك.
وقال إبراهيم بن أعين: كيف أصب الماء على سفيان وهو يتوضأ، فجاء عبد الصمد أمير مكة فسلم على سفيان، فقال له: من أنت.
قال: أنا عبد الصمد، قال: كيف أنت اتق الله، وإذا كبرت فأسمع. يعني أنه كان يصلي بالناس وما كان خلفه من يكبر.
زيد بن أبي خداش، أن الثوري لقي شريكا فقال: بعد الفقه والخير
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»