تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٤
الأنصار، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلما. فنزل منزلا، فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما، ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فقتله وارتد. وكان له قينة وصاحبتها تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بقتلهما معه. وكان ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم.) وقال يعقوب القمي: ثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، جاءت عجوز حبشية شمطاء تخمش وجهها وتدعو بالويل. فقيل: يا رسول الله، رأينا كذا وكذا. فقال: تلك نائلة أيست أن تعبد ببلدكم هذا أبدا. كأنه منقطع.
وقال يونس بن بكير، عن زكريا، عن الشعبي، عن الحارث بن مالك هو ابن برصاء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يقول: لا تغزى مكة بعد اليوم أبدا إلى يوم القيامة.
وقال محمد بن فضيل: ثنا الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى. فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات. فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال: ارجع، فإنك لم تصنع شيئا. فرجع خالد. فلما نظرت إليه السدنة وهم حجابها أمعنوا في الجبل وهم
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»