تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٥١
وقال هوذة: ثنا عوف الأعرابي، عن رجل، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، شيبة بن عثمان فأعطاه المفتاح، وقال له: دونك هذا، فأنت أمين الله على بيته.
قال الواقدي: هذا غلط، إنما أعطى المفتاح عثمان بن طلحة ابن عم شيبة يوم الفتح، وشيبة يومئذ كافر. ولم يزل عثمان على البيت حتى مات ثم ولي شيبة.
قلت: قول الواقدي لم يزل عثمان على البيت حتى مات، فيه نظر. فإن أراد لم يزل منفردا بالحجابة، فلا نسلم. وإن أراد مشاركا لشيبة، فقريب. فإن شيبة كان حاجبا في خلافة عمر.
ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحجابة لشيبة لما أسلم. وكان إسلامه عام الفتح، لا يوم الفتح.
وقال محمد بن حمران، أنا أبو بشرن عن مسافع بن شيبة، عن أبيه، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى، فإذا فيها تصاوير، فقال: يا شيبة، اكفني هذه. فاشتد ذلك عليه. فقال له رجل: طينها ثم الطخها بزعفران. ففعل.
تفرد به محمد، وهو مقارب للأمر.
وقال يونس، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة، ومعه بلال وعثمان بن طلحة، من الحجبة، حتى أناخ في المسجد. فأمر عثمان أن يأتي بمفتاح البيت، ففتح ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أسامة وبلال وعثمان. فمكث فيها نهارا طويلا. ثم خرج فاستبق الناس، وكان عبد الله بن عمر أول من دخل، فوجد بلالا وراء الباب، فسأله: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلى المكان الذي صلى فيه.
(٥٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 ... » »»