فحاصر مدينة شنترين شهرا فأصابه مرض فمات منه في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وخمسمائة وحمل في تابوت إلى إشبيلية رحمه الله تعالى وكان قد استخلف ولده أبا يوسف يعقوب بن يوسف المقدم ذكره وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه أن يوسف مات من غير وصية بالملك لأحد من أولاده فاتفق رأي قواد الموحدين وأولاد عبد المؤمن على تمليك ولده يعقوب فملكوه في الوقت الذي مات فيه أبوه لئلا يكونوا بغير ملك يجمع كلمتهم لقربهم من بلاد العدو وكان خلع أخيه أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن في شعبان سنة ثمان وخمسين واستبد يوسف حينئذ بالأمر واجتمع أكابر أصحابهم على خلعه وتولية الأمير يوسف وقد روي له شعر لكنه ليس بالجيد فلم أذكر منه شيئا وأما محمد بن سعد ابن مردنيش المذكور فيروى له ((وحقها إنها جفون * تسل من لحظها المنون) (لا صبر عنها ولا عليها * الموت من دونها يهون) (لأركبن الهوى إليها * يكون في ذاك ما يكون) (387) قلت ثم وجدت هذه الأبيات في كتاب الملح لابن القطاع وقد نسبها إلى أبي جعفر أحمد بن صمادح البني والله أعلم وقال البياسي في حماسته هو أبو جعفر أحمد بن الحسين بن خلف بن البني اليعمري الأبدي والله أعلم إلا إنه لم يذكر هذه الأبيات ثم أورد البياسي لأبي جعفر المذكور (صدني عن حلاوة التشييع * اجتنابي مرارة التوديع) (لم يقم أنس ذا بوحشة هذا * فرأيت الصواب ترك الجميع)
(١٣٢)