رجعنا إلى ما كنا فيه فوصل زنكي إلى تكريت فخدمه نجم الدين أيوب وأقام له السفن فعبر دجلة هناك وتبعه أصحابه فأحسن نجم الدين إليهم وسيرهم وبلغ ذلك بهروز فسير إليه وأنكر عليه وقال له كيف ظفرت بعدونا فأحسنت إليه وأطلقته ثم إن أسد الدين قتل إنسانا بتكريت لكلام جرى بينهما فأرسل مجاهد الدين إليهما فأخرجهما من تكريت فقصدا عماد الدين زنكي قلت وكان إذ ذاك صاحب الموصل قال فأحسن عماد الدين إليهما وعرف لهما خدمتهما وأقطعهما إقطاعا حسنا وصارا من جملة جنده فلما فتح عماد الدين زنكي بعلبك جعل نجم الدين دزدارها فلما قتل زنكي قلت وقد سبق ذكر ذلك في ترجمته قال فحصره عسكر دمشق قلت وكان صاحب دمشق يومئذ مجير الدين أبق بن محمد بن بوري ابن الأتابك ظهير الدين طغتكين وهو الذي حاصره نور الدين محمود بن زنكي في دمشق وأخذها منه قال شيخنا ابن الأثير فأرسل نجم الدين أيوب إلى سيف الدين غازي بن زنكي صاحب الموصل وقد قام بالملك بعد والده ينهي إليه الحال ويطلب منه عسكرا ليرحل صاحب دمشق عنه وكان سيف الدين في ذلك الوقت في أول ملكه وهو مشغول بإصلاح ملوك الأطراف المجاورين له فلم يتفرغ له وضاق الأمر على من في بعلبك من الحصار فلما رأى نجم الدين أيوب الحال وخاف أن تؤخذ قهرا أرسل في تسليم القلعة وطلب إقطاعا ذكره فأجيب إلى ذلك وحلف له صاحب دمشق عليه وسلم القلعة ووفى له صاحب دمشق بما حلف عليه من الإقطاع والتقدم وصار عنده من أكبر الأمراء واتصل أخوه أسد الدين شيركوه بالخدمة النورية بعد قتل أبيه زنكي قلت هو نور الدين محمد بن زنكي صاحب حلب وكان يخدمه في أيام والده فقربه نور الدين وأقطعه وكان يرى منه في الحروب آثارا
(١٤٣)