وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٦٥
(فإن تقل ما لهجو عنده ألم * فالصفع والله أيضا ليس يؤلمه) ولما مدح السعيد المذكور شمس الدولة توران شاه أخا السلطان صلاح الدين المقدم ذكره في حرف التاء بقصيدته التي أولها (تقنعت لكن بالحبيب المعمم * وفارقت لكن كل عيش مذمم) تعصب عليه جماعة من شعراء مصر وعابوا هذا الاستفتاح وهجنوه فكتب إليه ابن الذروي الشاعر المذكور في ترجمة سيف الدولة المبارك بن منقذ (قل للسعيد مقال من هو معجب * منه بكل بديعة ما أعجبا) (لقصيدك الفضل المبين وإنما * شعراؤنا جهلوا به المستغربا) (عابوا التقنع بالحبيب ولو رأى * الطائي ما قد حكته لتعصبا) ونوادر القاضي السعيد كثيرة وتوفي في العشر الأول من شهر رمضان سنة ثمان وستمائة بالقاهرة وذكر صاحبنا الكمال ابن الشعار في عقود الجمان أنه توفي يوم الأربعاء رابع الشهر المذكور رحمه الله تعالى وذكره العماد الكاتب في كتاب الخريدة فقال كنت عند القاضي الفاضل في خيمته بمرج الدلهمية ثامن عشر ذي القعدة سنة سبعين يعني وخمسمائة فأطلعني على قصيدة له كتبها إليه من مصر وذكر أن سنه لم يبلغ إلى عشرين سنة فأعجبت بنظمه ثم ذكر القصيدة العينية التي أولها (فراق قضى للهم والقلب بالجمع * وهجر تولى صلح عيني مع الدمع) وعلى هذا التقدير يكون مولده في حدود سنة خمسين وخمسمائة وقيل
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»