وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٢٨٦
وهو جد إبراهيم بن العباس الصولي وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي الأديبين الشاعرين المشهورين قال فأصاب يزيد أموالا كثيرة وعروضا كثيرة فكتب إلى سليمان بن عبد الملك إني قد فتحت طبرستان وجرجان ولم يفتحهما أحد من الأكاسرة ولا أحد ممن كان بعدهم غيري وإني باعث إليك بقطران عليها الأموال والهدايا يكون أولها عندك وآخرها عندي فلما مات سليمان وأفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعده أخذه عمر بهذه العدة لسليمان فحبسه فقدم ابنه مخلد على عمر قال قبيصة المهلبي وهب مخلد من لدن خروجه من مرو الشاهجان إلى أن ورد دمشق ألف ألف درهم فلما أراد مخلد الدخول على عمر لبس ثيابا مستنكرة وقلنسوة لاطية فقال له عمر لقد شمرت فقال له إذا شمرتم شمرنا وإذا أسبلتم أسبلنا ثم قال له ما بالك قد وسع الناس عفوك حبست هذا الشيخ فإن تكن عليه بينة عادلة فاحكم عليه وإلا فيمينه أو فصالحه على ضياعه فقال يزيد أما اليمين فلا تتحدث العرب أن يزيد بن المهلب صبر عليها ولكن ضياعي فيها وفاء لما يطلب ومات مخلد وهو ابن سبع وعشرين سنة فقال عمر لو أراد الله بهذا الشيخ خيرا لأبقى له هذا الفتى ويقال إن مخلد بن يزيد أصابه الطاعون فمات وصلى عليه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ثم قال اليوم مات فتى العرب وأنشد متمثلا (على مثل عمرو تذهب النفس حسرة * وتضحي وجوه القوم مغبرة سودا) ورثاه حمزة بن بيض الحنفي المقدم ذكره بأبيات منها (وعطلت الأسرة منك إلا * سريرك يوم تحجب بالثياب) (وآخر عهدنا بك يوم يحثى * عليك بدابق سهل التراب) وقال الفرزدق يرثيه (وما حملت أيديهم من جنازة * ولا ألبست أثوابها مثل مخلد)
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»