في البحر ألف ألف درهم فمشى إلى يزيد بن المهلب وقد ولي العراق عثمان بن حيان المري والقعقاع بن خالد العبسي والهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي وغيرهم من قيس فلما انتهوا إلى باب سرادق يزيد أذن لهم الحاجب في دخولهم وأعلمهم أنه يغسل رأسه فلما فرغ خرج في مستقة فألقى نفسه على فراشه ثم قال ما ألف بينكم فقال عثمان هذا ابن هبيرة شيخنا وسيدنا كان الوليد حمل معه مالا حيث وجه إلى البحر فأعطاه جنده فخرج عليه من غرمه ألف ألف درهم فقلنا يزيد سيد أهل اليمن ووزير لسليمان وصاحب العراق ومن قد يحمل أمثالها عمن ليس بأمثالنا ووالله لو وسعتها أموال قيس لاحتملناها ثم تكلم القعقاع فقال يا ابن المهلب هذا خير ساقه الله إليك وليس أحد أولى به منك فافعل به كبعض فعلاتك الأولى فلن يصدك عن قضاء هذا الحق ضيق ولا تبخل وقد أتيناك مع ابن هبيرة فيما حمل فهب لنا أموالنا واستر في العرب عورتنا ثم تكلم الهذيل بن زفر فقال يا ابن المهلب إني لو وجدت من الممشى إليك بدا لما مشيت إليك لأن أموالك بالعراق وإنما أتيتنا خائفا ثم أقمت فينا ضيفا ثم تخرج من عندنا محروسا وأيم الله لئن تركناك بالشام لنأتينك بالعراق وما هاهنا أقرب في الحظوة وأوجب للذمام ثم تكلم ابن خيثمة فقال إني لأقول لك يا ابن المهلب ما قال هؤلاء أخبرني إن أنت عجزت عن احتمال ما على ابن هبيرة فعلى من المعول لا والله ما عند قيس له مكيال ولا في أموالهم متسع ولا عند الخليفة له فرج ثم تكلم ابن هبيرة فقال أما أنا فقد قضيت حاجتي رددت أم أنجحت لأنه ليس لي أمامك متقدم ولا خلفك متأخر وهذه حاجة كانت في نفسي فقضيتها فضحك يزيد بن المهلب وقال إن التعذر أخو البخل ولا اعتذار فاحتكموا فقال القعقاع نصف المال فقال يزيد قد فعلت يا غلام غذاءك قال فجيء بالطعام
(٢٨١)