(أبوك الذي تستهزم الخيل باسمه * وإن كان فيها قيد شهر مطرد) (وقد علموا إذ شد حقويه أنه * هو الليث ليث الغاب لا بالمعرد) قلت وهذا يدل على أن مخلد بن يزيد مات في حدود سنة مائة للهجرة لأن عمر بن عبد العزيز ولي الخلافة في صفر سنة تسع وتسعين وتوفي في رجب سنة إحدى ومائة وقد مات عنده وصلى عليه ويدل على أن موت مخلد كان بدابق ما تقدم من مرثية حمزة بن بيض ودابق قرية من أعمال حلب من جانبها الشمالي وإليها ينسب المرج الذي يقال له مرج دابق وبه كانت وفاة سليمان بن عبد الملك وقبره هناك مشهور ونعود إلى ذكر يزيد قال أبو جعفر الطبري في تاريخه الكبير إن المغيرة بن المهلب كان نائبا عن أبيه بمرو وعمله كله ومات في رجب سنة اثنتين وثمانين كما ذكرناه في ترجمة المهلب فأتى الخبر يزيد وعلم أهل المعسكر ولم يعلموا المهلب وأحب يزيد أن يعلمه من النساء فصرخن فقال المهلب ما هذا فقيل مات المغيرة فاسترجع وجزع حتى ظهر جزعه عليه فلامه بعض خاصته فدعا يزيد فوجه إلى مرو وجعل يوصيه بما يعمل ودموعه تنحدر على لحيته وكتب الحجاج إلى المهلب يعزيه عن المغيرة وكان سيدا (332) قلت وكان للمغيرة ابن اسمه بشر ذكره أبو تمام الطائي في كتاب الحماسة في الباب الأول وأورد من شعره قوله في يزيد (جفاني يزيد والمغيرة قد جفا * وأمسى يزيد لي قد أزور جانبه)
(٢٨٧)