(لا أنسين زمنا لديك مهذبا * وظلال عيش كان عندك سجسج) (في نعمة أوطنتها وأقمت في * أفيائها فكأنني في منبج) وكان البحتري مقيما بالعراق في خدمة المتوكل والفتح بن خاقان وله الحرمة التامة فلما قتلا كما هو مشهور في أمرهما رجع إلى منبج وكان يحتاج للترداد إلى الوالي بسبب مصالح أملاكه ويخاطبه بالأمير لحاجته إليه ولا تطاوعه نفسه إلى ذلك فقال قصيدة منها (مضى جعفر والفتح بين مرمل * وبين صبيغ بالدماء مضرج) (أأطلب أنصارا على الدهر بعدما * ثوى منهما في الترب أوسي وخزرجي) (أولئك ساداتي الذين بفضلهم * حلبت أفاويق الربيع المثجج) (مضوا أمما قصدا وخلفت بعدهم * أخاطب بالتأمير والي منبج) وذكر المسعودي في مروج الذهب أن هارون الرشيد اجتاز ببلاد منبج ومعه عبد الملك بن صالح وكان أفصح ولد العباس في عصره فنظر إلى قصر مشيد وبستان معتمر بالأشجار كثير الثمار فقال لمن هذا فقال هو لك ولي بك يا أمير المؤمنين قال وكيف بناء هذا القصر قال دون منازل أهلي وفوق منازل الناس قال فكيف مدينتك قال عذبة الماء باردة الهواء صلبة الموطأ قليلة الأدواء قال فكيف ليلها قال سحر كله انتهى كلام المسعودي (297) وعبد الملك المذكور هو أبو عبد الرحمن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وكانت منبج إقطاعا له وكان مقيما بها وتوفي سنة تسع وتسعين ومائة بالرقة رحمه الله تعالى وله بلاغة وفصاحة أضربت عن ذكرها خوف الإطالة وذكر ياقوت الحموي في كتابه المشترك باب السقيا خمسة مواضع
(٣٠)