وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٣٤
بالرمح فرسها وقال اغربي غرب الله عينك فقد فضحت العشيرة فاستحيت وانصرفت وطريف بفتح الطاء المهملة وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها فاء وتل نهاكى أظنه في بلد نصيبين وهو موضع الواقعة المذكورة والخابور نهر معروف أوله من رأس عين وآخره عند قرقيسيا يصب في الفرات وعلى هذا النهر مدن صغار تشبه الكبار في عمارة بلادها وأسواقها وكثرة خيراتها وهو مشهور فلا حاجة إلى ضبطه والشاري بفتح الشين المعجمة وبعد الألف راء وهو واحد الشراة وهم الخوارج وإنما سموا بذلك لقولهم إنا شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجائرة (297) والخنساء اسمها تماضر بضم التاء المثناة من فوقها وفتح الميم وبعد الألف ضاد مكسورة معجمة وبعدها راء وهي ابنة عمرو بن الشريد السلمي والخنس تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع الأرنبة ولذلك قيل لها الخنساء لأنها كانت على هذه الصفة وأخبارها مع أخيها مشهورة في مراثيها وغيرها وقد سبق طرف من أخبار أخيها صخر في ترجمة أبي أحمد العسكري في حرف الحاء وقد اختلف في موضع قبره فقيل إنه مدفون عند عسيب وهو جبل مشهور ببلاد الروم وإن القبر الذي هناك ينسب إلى امرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر المشهور ليس لامرىء القيس وإنما هو لصخر المذكور وقيل إن كل واحد من امرئ القيس وصخر مدفون هناك وقال الحافظ أبو بكر الحازمي المقدم ذكره في كتاب ما اتفق لفظه وافترق مسماه إن عسيبا جبل حجازي ودفن عنده صخر أخو الخنساء فعلى هذا يكون عسيب اسما لجبلين أحدهما بالروم وهو الأشهر والآخر بالحجاز وكان من لوازم ياقوت الحموي أن يذكره في كتابه الذي وضعه في البلاد المشتركة الأسماء ولم أجده ذكره فيه والله أعلم
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»