وكتب إليه أبو الغنائم محمد بن علي المعروف بابن المعلم الهرثي الشاعر المقدم ذكره وقد عزل عن نظر واسط (ولأنت إن لم يبلل الغيث الثرى * تروي الورى بسماحك الهتان) (لم يعزلوك عن البلاد لحالة * تدعو إلى النقصان والشنآن) (بل مذ رأوا آثار جودك زاخرا * حفظوا بلادهم من الطوفان) قلت وحكى لي الوجيه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي طالب المعروف باب سويد التاجر التكريتي قال كان الشيخ محيي الدين أبو المظفر يوسف بن الحافظ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي الواعظ المشهور قد توجه رسولا من بغداد إلى الملك العادل بن الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب سلطان مصر في ذلك الوقت وكان أخوه الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل محبوسا في قلعة الكرك يومئذ وقد شرحت ذلك في ترجمة الكامل في هذا التاريخ قال الوجيه فلما عاد محيي الدين راجعا إلى بغداد وقدم دمشق كنت بها فدخلت عليه أنا والشيخ أصيل الدين أبو الفضل عباس بن عثمان ابن نبهان الإربلي وكان رئيس التجار في عصره وجلسنا نتحدث معه فقال قد حلفت الملك الناصر داود صاحب الكرك أن لا يخرج الملك الصالح من الحبس إلا بأمر أخيه الملك العادل قال فقال له الأصيل يا مولانا هذا بأمر الديوان العزيز فقال محيي الدين وهل هذا يحتاج إلى إذن هذا اقتضته المصلحة ولكن أنت تاريخ يا أصيل فقال يعني مولانا أني قد كبرت وما أدري ما أقول وأنا أحكي لمولانا حكاية في هذا المعنى أعرفها من غرائب الحكايات قال هات فقال كان ابن رئيس الرؤساء ناظر واسط يحمل في كل شهر حمل واسط وهو ثلاثون ألف دينار لا يمكن أن يتأخر يوما واحدا عن العادة فتعذر في بعض الأشهر كمال الحمل فضاق صدره لذلك وذكره
(٢٤٧)