البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وجرت بالدموع فقال عمر رضي الله عنه إن هذا لحزن شديد ما يحزن هكذا أحد على هالكه وقد ضربت الشعراء الأمثال بمالك وأخيه متمم في أشعارهم فمن ذلك قول ابن حيوس الشاعر المقدم ذكره من جملة قصيدة (وفجعة بين مثل صرعة مالك * ويقبح بي أن لا أكون متمما) ومنه قول أبي بكر محمد بن عيسى الداني المعروف بابن اللبانة في قصيدته التي يرثي بها المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية لما قبض عليه يوسف بن تاشفين حسبما شرحناه في ترجمة المعتمد وهو قوله (حكيت وقد فارقت ملكك مالكا * ومن ولهي أحكي عليك متمما) ومن ذلك أيضا قول بعضهم وأظنه ابن منير المذكور في حرف الهمزة وهو أيضا من جملة أبيات ثم حققت قائله وهو نجم الدين أبو الفتح يوسف ابن الحسين بن محمد عرف بابن المجاور الدمشقي (أيا مالكي في القلب منك نويرة * وإنسان عيني في هواك متمم) ومنه قول أبي الغنائم ابن المعلم الشاعر المقدم ذكره من جملة أبيات يصف فيها منزلا ويدعو له بالسقيا فقال (سقاه الحيا قبلي وجئت متمما * فلو مالك فيه دعيت متمما) ومنه قول القاضي السعيد ابن سيناء الملك (بكيت بكلتا مقلتي كأنني * أتمم ما قد فات عين متمم) وهذا باب يطول شرحه وقد جاوزنا الحد بالخروج عما نحن بصدده ومتمم بضم الميم وفتح التاء المثناة من فوقها وبعدها ميمان الأولى منهما مشددة مكسورة وصدا في قولهم ماء ولا كصدا فيه ثلاث لغات صدا بضم الصاد
(٢٠)