(ولنعم حشو الدرع كان وحاسرا * ولنعم مأوى الطارق المتنور) (لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه * حلو شمائله عفيف المئزر) ثم بكى وانحط على سية قوسه فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لوددت أنك رثيت زيدا أخي بمثل ما رثيت به مالكا أخاك فقال يا أبا حفص والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته فقال عمر رضي الله عنه ما عزاني أحد عن أخي بمثل تعزيته وكان زيد بن الخطاب رضي الله عنه قتل شهيدا يوم اليمامة وكان عمر رضي الله عنه يقول إني لأهش للصبا لأنها تأتيني من ناحية أخي زيد ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال لو كنت أقول الشعر كما تقول لرثيت أخي كما رثيت أخاك ويروى أن متمما رثى زيدا فلم يجد فقال له عمر رضي الله عنه لم ترث زيدا كما رثيت مالكا فقال إنه والله ليحركني لمالك ما لا يحركني لزيد وقال له عمر رضي الله عنه يوما إنك لجزل فأين كان أخوك منك فقال كان والله أخي في الليلة ذات الأزيز والصراد يركب الجمل الثفال ويجنب الفرس الجرور وفي يده الرمح الثقيل وعليه الشملة الفلوت وهو بين المزادتين حتى يصبح وهو متبسم والأزيز بفتح الهمزة وزاءين الأولى منهما مكسورة وبينهما ياء مثناة من تحتها صوت الرعد والصراد بضم الصاد المهملة وتشديد الراء وفتحها وبعد الألف دال مهملة غيم رقيق لا ماء فيه والثفال بفتح الثاء المثلثة والفاء وهو الجمل البطيء في سيره لا يكاد يمشي من ثقله والجرور بفتح الجيم على وزن فعول الفرس الذي يمنع القياد والشملة الفلوت التي لا تكاد تثبت على لابسها
(١٦)