وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٣٧
أو يزيدون وخلف خلفه جل ذخيرته ومستمد معيشته (تنكر لي دهري ولم يدر أنني * أعز وأحداث الزمان تهون) (وبات يريني الخطب كيف اعتداؤه * وبت أريه الصبر كيف يكون) وبعد فليس للملوك ما يسلي به خاطره ويعزي به قلبه وناظره إلا التعلل بإزاحة العلل إذا هو بالحضرة الشريفة مثل (فاسلم ودم وتمل العيش في دعة * ففي بقائك ما يسلي عن السلف) (فأنت للمجد روح والورى جسد * وأنت در فلا تأسى على الصدف) والمملوك الآن بالموصل مقيم يعالج لما حزبه من هذا الأمر المقعد المقيم يزجي وقته ويمارس حرفته وبخته يكاد يقول له باللسان القويم * (تالله إنك لفي ضلالك القديم) * يوسف 95 يذيب نفسه في تحصيل أغراض هي لعمر الله أعراض من صحف يكتبها وأوراق يستصحبها نصبه فيها طويل واستمتاعه بها قليل ثم الرحيل وقد عزم بعد قضاء نهمته وبلوغ بعض وطر قرونته أن يستمد التوفيق ويركب سنن الطريق عساه أن يبلغ أمنتيه من المثول بالحضرة وإتحاف بصره من خلالها ولو بنظرة ويلقى عصا الترحال بفنائها الفسيح ويقيم تحت ظل كنفها إلى أن يصادفه الأجل المريح وينظم نفسه في سلك مماليكها بحضرتها كما ينتمي إليها في غيبتها إن مدت السعادة بضبعه وسمح له الدهر بعد الخفض برفعه فقد ضعفت قواه عن درك الآمال وعجز عن معاركة الزمان والنزال إذ ضمت البسيطة إخوانه وحجب الجديدان أقرانه ونزل المشيب بعذاره وضعفت منة أوطاره وانقض باز الشيب على غراب شبابه فقنصه وأكب نهار الحلم على ليل الجهل فوقصه وتبدلت محاسنه عند أحبابه مساوي وخصصه واستعاض
(١٣٧)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الجهل (1)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»