نسختين على هذه الصورة فيبعد أن يكون من الناسخ والله أعلم ثم ذكر بعد ذلك أن الصحيح أنه مات قبل أن يحج وعلى هذا يستقيم ما قاله من تاريخ الوفاة ثم نظرت في كتاب الإرشاد في معرفة علماء الحديث تأليف أبي يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل الخليلي الحافظ أن يحيى ابن معين المذكور توفي لسبع ليال بقين من ذي الحجة من السنة المذكورة فعلى هذا يكون قد حج وذكر الخطيب أيضا أن مولده كان آخر سنة ثمان وخمسين ومائة ثم قال بعد ذكر وفاته إنه بلغ سبعا وسبعين سنة إلا عشرة أيام وهذا أيضا لا يصح من جهة الحساب فتأمله ورأيت في بعض التواريخ أنه عاش خمسا وسبعين سنة والله أعلم بالصواب وصلى عليه والي المدينة ثم صلي عليه مرارا ودفن بالبقيع وكان بين يدي جنازته رجل ينادي هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثاه بعض المحدثين فقال (ذهب العليم بعيب كل محدث * وبكل مختلف من الإسناد) (وبكل وهم في الحديث ومشكل * يعيا به علماء كل بلاد) رضي الله عنه ومعين بفتح الميم وكسر العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون وبسطام بكسر الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة وبعد الألف ميم والباقي معروف فلا حاجة إلى ضبطه ورأيت في بعض التواريخ أنه يحيى بن معين بن غياث بن زياد بن عون بن بسطام مولى الجنيد بن عبد الرحمن الغطفاني المري أمير خراسان من قبل هشام ابن عبد الملك الأموي والأول أشهر وأصح أعني النسب والمري بضم الميم وتشديد الراء هذه النسبة إلى مرة غطفان وهو مرة
(١٤٢)