وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٣٢
وفرضوا من مناسكه للجبهة الشريفة السلام والتبجيل وللكف البسيطة الاستلام والتقبيل وقد شهد الله تعالى للمملوك أنه في سفره وحضره وسره وعلنه وخبره ومخبره شعاره تعطير مجالس الفضلاء ومحافل العلماء بفوائد حضرته والفضائل المستفادة من فضلته افتخارا بذلك بين الأنام وتطريزا لما يأتي به في أثناء الكلام (إذا أنا شرفت الورى بقصائدي * على طمع شرفت شعري بذكره) * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) * الحجرات 17 لا حرمنا الله معاشر أوليائه مواد فضائله المتتالية ولا أخلانا كافة عبيده من أياديه المتوالية اللهم رب الأرض المدحية والسماوات العلية والبحار المسجرة والرياح المسخرة اسمع ندائي واستجب دعائي وبلغنا في معاليه ما نؤمله ونرتجيه بمحمد النبي وصحبه وذويه وقد كان المملوك لما فارق الجناب الشريف وانفصل عن مقر العز اللباب والفضل المنيف أراد استعتاب الدهر الكالح واستدرار خلف الزمن الغشوم الجامح اغترارا بأن في الحركة بركة والاغتراب داعية الاكتساب والمقام على الإقتار ذل وأسقام وحلس البيت في المحافل سكيت (وقفت وقوف الشك ثم استمر بي * يقيني بأن الموت خير من الفقر) (فودعت من أهلي وبالقلب ما به * وسرت عن الأوطان في طلب اليسر) (وباكية للبين قلت لها اصبري * فللموت خير من حياة على عسر)
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»