وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ١٤٦
المدينة وطيف به حول حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مرارا وأنشد الشخص الذي كان مرتبا معه فقال (سرى نعشه فوق الرقاب وطالما * سرى جوده فوق الركاب ونائله) (يمر على الوادي فتثني رماله * عليه وبالنادي فتبكي أرامله) قلت وهذان البيتان من جملة القصيدة المذكورة في ترجمة المقلد بن نصر بن منقذ الشيزري وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى رحمه الله تعالى 233 وكان ولده أبو الحسن علي الملقب جلال الدين من الأدباء الفضلاء البلغاء الكرماء رأيت له ديوان رسائل أجاد فيه وجمعه مجد الدين أبو السعادات المبارك المعروف بابن الأثير الجزري صاحب جامع الأصول وقد تقدم ذكره وسماه كتاب الجواهر واللآلي من الإملاء المولوي الوزيري الجلالي وكان مجد الدين المذكور في أول أمره كاتبا بين يديه يملي رسائله وإنشاءه عليه وهو كاتب يده وقد أشار مجد الدين إلى ذلك في أول هذا الكتاب وبالغ في وصف جلال الدين المذكور وتقريضه وفضله على كل من تقدم من الفصحاء وذكر أنه كان بينه وبين حيص بيص الشاعر المقدم ذكره مكاتبات ولولا خوف الإطالة لذكرت بعض رسائله وفي جملة ما ذكره أن حيص بيص كتب إليه على يد رجل عليه دين رسالة مختصرة فأتيت بها لقصرها وهي الكرم غامر والذكر سائر والعون على الخطوب أكرم ناصر وإغاثة الملهوف من أعظم الذخائر والسلام وكان جلال الدين المذكور وزير سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود وقد تقدم ذكره أيضا في حرف الغين وتوفي جلال الدين المذكور سنة أربع وسبعين وخمسمائة بمدينة دنيسر
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»