703 عميد الملك الكندري أبو نصر محمد بن منصور بن محمد الملقب عميد الملك الكندري كان من رجال الدهر جودا وسخاء وكتابة وشهامة واستوزره السلطان طغرلبك السلجوقي المقدم ذكره ونال عنده الرتبة العالية والمنزلة الجليلة ولم يكن لأحد من أصحابه معه كلام وهو أول وزير كان لهذه الدولة ولم تكن له منقبة إلا صحبة إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك ابن الشيخ أبي محمد الجويني الفقيه الشافعي صاحب نهاية المطلب على ما ذكره السمعاني في ترجمة أبي المعالي في كتاب الذيل فإنه قال بعد الإطناب في وصف إمام الحرمين وذكر تنقله في البلاد ثم قال وخرج إلى بغداد وصحب العميد الكندري أبا نصر مدة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم وتحنك بهم حتى تهذب في النظر وشاع ذكره وذكره شيخنا ابن الأثير في تاريخه في سنة ست وخمسين وأربعمائة وقال إن الوزير المذكور كان شديد التعصب على الشافعية كثير الوقيعة في الشافعي رضي الله عنه حتى بلغ من تعصبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان السلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان فأذن في ذلك فلعنهم وأضاف إليهم الأشعرية فأنف من ذلك أئمة خراسان منهم أبو القاسم القشيري وإمام الحرمين الجويني وغيرهما ففارقوا خراسان وأقام إمام الحرمين بمكة شرفها الله تعالى أربع سنين يدرس ويفتي فلهذا قيل له إمام الحرمين فلما جاءت الدولة
(١٣٨)