وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ١٣٣
(قد بان عذرك والخليط مودع * وهوى النفوس مع الهوادج يرفع) (لك حيثما سمت الركائب لفتة * أترى البدور بكل واد تطلع) (في الظاعنين من الحمى ظبي له * الأحشاء مرعى والمآقي مكرع) (ممنوع أطراف الجمال رقيبه * حذرا عليه من العيون البرقع) (عهد الحبائل صائدات شبهه * فارتاع فهو لكل حبل يقطع) (لم يدر حامي سربه أني إذا * حرم الكلام له لساني الأصبع) (وإذا الطيوف إلى المضاجع أرسلت * بتحية منه فعيني تسمع) وهذه القصيدة طويلة وهي من غرر الشعر وقوله فيها (عهد الحبائل صائدات شبهه * فارتاع فهو لكل حبل يقطع) نظير قول ابن الحمارة الأندلسي (عن النوم سل عينا به طال عهدها * وكان قليلا في ليال قلائل) (إذا ظن وكرا مقلتي طائر الكرى * رأى هدبها فارتاع خوف الحبائل) ولا أدري أيهما أخذ من الآخر لأني لم أقف على تاريخ وفاة ابن الحمارة حتى أعرف عصره ويجوز أن يكون ذلك بطريق التوارد على هذا المعنى من غير أن يأخذ أحدهما من الآخر وعزل عميد الدولة المذكور عن الوزارة وحبس وقيد في شهر رمضان المعظم سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وتوفي في شوال من السنة وإليه كتب أبو الكرم ابن العلاف الشاعر قوله (ولولا مدائحنا لم تبن * فعال المسئ من المحسن) (فهبك احتجبت عن الناظرين * فهلا احتجبت عن الألسن)
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»