وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ١٣١
الصابي لما عاد إلى الوزارة بعد العزل ولم يعمل في هذا الباب مثلها وممن مدحه أيضا القائد أبو الرضا الفضل بن منصور الشريف الفارقي وفيه عمل الأبيات الحائية المشهورة وهي (يا قالة الشعر قد نصحت لكم * ولست أدهى إلا من النصح) (قد ذهب الدهر بالكرام وفي * ذاك أمور طويلة الشرح) (وأنتم تمدحون بالحسن والظرف * وجوها في غاية القبح) (وتطلبون السماح من رجل * قد طبعت نفسه على الشح) (من أجل ذا تحرمون كدكم * لأنكم تكذبون في المدح) (صونوا القوافي فما أرى أحدا * يعثر فيه الرجاء بالنجح) (فإن شككتم فيما أقول لكم * فكذبوني بواحد سمح) (سوى الوزير الذي رياسته * تعرك أذن الزمان بالملح) وكانت ولادة فخر الدولة المذكور في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة بالموصل وتوفي بها في شهر رجب وقيل في المحرم سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ودفن في تل توبة وهو تل في قبالة الموصل يفصل بينهما عرض الشط رحمه الله تعالى وكان قد عاد إلى ديار ربيعة متوليا من جهة ملكشاه أيضا في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة فأول ما ملك نصيبين في شهر رمضان من هذه السنة ثم ملك الموصل وسنجار والرحبة والخابور وديار ربيعة أجمع وخطب له على منابرها نيابة عن الموصل إلى أن توفي 230 وأما ولده عميد الدولة المذكور فقد ذكره محمد بن عبد الملك الهمداني في تاريخه فقال انتشر عنه الوقار والهيبة والعفة وجودة الرأي وخدم ثلاثة من الخلفاء ووزر لاثنين منهم وكان عليه رسوم كثيرة وصلات جمة وكان نظام الملك يصفه دائما بأوصاف عظيمة ويشاهده بعين الكافي الشهم ويأخذ رأيه في أهم الأمور ويقدمه على الكفاة والصدور ولم يكن يعاب بأشد من الكبر
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»