وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ١٢٣
ابن علي خطيبا يوم الأحد لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين ومائة واجتمع إليه الناس في المسجد وهو صاحب المشهد الذي بين مصر وبركة قارون بالقرب من جامع ابن طولون يقال إن رأسه مدفون به والله أعلم بالصواب 228 وقتل ولده يحيى بن زيد سنة خمس وعشرين ومائة وقصته مشهورة بالجوزجان قتله سالم بن أحوز المازني وقيل جهم بن صفوان صاحب الجهمية وهذه القصيدة اتفق العلماء على أنه لم يعمل في بابها مثلها وقد ذكر أبو تمام أيضا حال المصلوبين في قصيدته التي مدح بها المعتصم لما صلب الأفشين خيذر ابن كاوس مقدم قواده وبابك ومازيار في سنة ست وعشرين ومائتين وقصتهم مشهورة فمنها قوله (ولقد شفى الأحشاء من برحائها * إذ صار بابك جار مازيار) (ثانيه في كبد السماء ولم يكن * كاثنين ثان إذ هما في الغار) (وكأنما انتبذا لكيما يطويا * عن ناطس خبرا من الأخبار) (سود اللباس كأنما نسجت لهم * أيدي السموم مدارعا من قار) (بكروا وأسروا في متون ضوامر * قيدت لهم من مربط النجار) (لا يبرحون ومن رآهم خالهم * أبدا على سفر من الأسفار) وقبل هذا في وصف الأفشين خاصة (رمقوا أعالي جذعه فكأنما * رمقوا الهلال عشية الإفطار) وهي من القصائد الطنانة والأفشين مشهور فلا حاجة إلى ضبطه وهو بكسر الهمزة وفتحها واسمه خيذر بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الذال المعجمة وبعدها راء وإنما قيدته لأنه يتصحف على كثير من الناس بحيدر بالحاء المهملة
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»