سعى فيها بهلاك شخص فلما وقف فخر الملك عليها قلبها وكتب في ظهرها السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة فإن كنت أجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها أكثر من الربح ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور ولولا أنك في خفارة من شيبك لقابلناك بما يشبه مقالك ونردع به أمثالك فاكتم هذا العيب واتق من يعلم الغيب والسلام وذكر أبو منصور الثعالبي في كتاب تتمة يتيمة الدهر للأشرف بن فخر الملك قوله (مر بي الموكب لكنني * لم أر فيه قمر الموكب) (قل لأمير الجيش يا سيدي * ما لأمير الحسن لم يركب) ومحاسن فخر الملك كثيرة ولم يزل في عزه وجاهه وحرمته إلى أن نقم عليه مخدومه سلطان الدولة المذكور بسبب اقتضى ذلك فحبسه ثم قتله بسفح جبل قريب من الأهواز يوم السبت وقيل يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعمائة ودفن هناك ولم يستقص في دفنه فنبشت الكلاب قبره وأكلته ثم أعيد دفن رمته فشفع فيه بعض أصحابه فنقلت عظامه إلى مشهد هناك فدفنت فيه في سنة ثمان وأربعمائة وقال أبو عبد الله أحمد بن القادسي في أخبار الوزراء وكان الوزير فخر الملك قد أهمل بعض الواجبات فعوقب سريعا وذلك أن بعض خواصه قتل رجلا ظلما فتصدت له زوجة المقتول تستغيث فلم يلتفت إليها فلقيته ليلة في مشهد باب التبن وقد حضر للزيارة فقالت له يا فخر الملك القصص التي أرفعها إليك ولا تلتفت إليها صرت أرفعها إلى الله وأنا منتظرة خروج التوقيع من جهته فلما قبض عليه قال لا شك أن توقيعها خرج واستدعي إلى مضرب سلطان الدولة ثم قبض عليه وعدل به إلى خركاه وقد أحيط على أمواله وخزائنه وكراعه وولده وأصحابه وقتل في التاريخ المذكور أعلاه وأخذ من ماله ستمائة ألف دينار ونيف وثلاثون ألف دينار وقيل إنه وجد
(١٢٦)