ألبته فجمع الفضل الرقاع وقال ارجعن خائبات خاسئات ثم خرج وهو يقول (عسى وعسى يثني الزمان عنانه * بتصريف حال والزمان عثور) (فتقضى لبانات وتشفى حسائف * وتحدث من بعد الأمور أمور) فسمعه يحيى وهو ينشد ذلك فقال له عزمت عليك يا أبا العباس إلا رجعت فرجع فوقع له في جميع الرقاع ثم ما كان إلا القليل حتى نكبوا على يده وتولى بعدهم وزارة الرشيد وفي ذلك يقول أبو نواس وقيل أبو حزرة (ما رعى الدهر آل برمك لما * أن رمى ملكهم بأمر فظيع) (إن دهرا لم عهدا ليحيى * غير راع ذمام آل الربيع) وتنازع يوما جعفر بن يحيى والفضل بن الربيع بحضرة الرشيد فقال جعفر للفضل يا لقيط إشارة إلى ما كان يقال عن أبيه الربيع إنه لا يعرف نسبه وأبوه حسبما ذكرناه في ترجمته فقال الفضل اشهد يا أمير المؤمنين فقال جعفر للرشيد تراه عند من يقيمك هذا الجاهل شاهدا يا أمير المؤمنين وأنت حاكم الحكام ومات الرشيد والفضل مستمر على وزارته وكان في صحبة الرشيد فقرر الأمور للأمين محمد بن الرشيد ولم يعرج على المأمون وهو بخراسان ولا التفت إليه فعزم المأمون على إرسال طائفة من عسكره لأن يعترضوه في طريقه لما أنفصل عن موضع وفاة الرشيد وهو طوس حسبما ذكرته في ترجمة الفضل ابن يحيى البرمكي فأشارعليه وزيره الفضل بن سهل أن لايتعرض له وخاف عاقبته
(٣٨)