وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ٤٩
وقال أبو علي الرازي صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي فقلت له في ذلك فقال إن الله أحب أمرا فأحببت ذلك الأمر وكان ولده المذكور شابا سريا من كبار الصالحين وهو معدود في جملة من قتلهم محبة الباري سبحانه وتعالى وهم مذكورون في جزء سمعناه قديما ولاأذكر الآن من مؤلفه وكان عبد الله بن المبارك رضي الله عنه يقول إذا مات الفضيل ارتفع الحزن من الدنيا ومناقب الفضيل كثيرة ومولده بأبيورد وقيل بسمرقند ونشأ بأبيورد وقدم الكوفة وسمع الحديث بها ثم أنتقل إلى مكة شرفها الله تعالى وجاور بها إلى مات في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة رضي الله عنه والطالقاني نسبه إلى طالقان خراسان وقد تقدم الكلام عليها في ترجمة الصاحب بن عباد في حرف الهمزة والفنديني بضم الفاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها نون هذه النسبة إلى فندين وهي من قرى مرو وأبيورد بفتح الهمزة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الواو وسكون الراء وبعدها دال مهملة بليدة بخراسان وسمرقند بفتح السين المهملة والميم وسكون الراء وفتح القاف وسكون النون وبعدها دال مهملة أعظم مدينة بما وراء النهر قال ابن قتيبة في كتاب المعارف في ترجمة شمر بن أفريقش أحد ملوك اليمن أنه خرج في جيش عظيم ودخل أرض العراق ثم توجه يريد الصين فأخذ على فارس وسجستان وخراسان وافتتح المدائن والقلاع وقتل وسبى ودخل مدينة الصغد فهدمها
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»