وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ٣٥
(إلى الله فيما نالنا نرفع الشكوى * ففي يده كشف المضرة والبلوى) (خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها * فلا نحن في الأموات فيها ولا الأحيا) (إذا جاءنا السجان يوما لحاجة * عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا) وقد مدح البرامكة جميع شعراء عصرهم فمن ذلك قول مروان بن أبي حفصة وقيل إنها لأبي الحجناء في الفضل المذكور (عند الملوك منافع ومضرة * وأرى البرامك لا تضر وتنفع) (إن كان شر كان غيرهم له * والخير منسوب إليهم أجمع) (وإذا جهلت من امرئ أعراقه * وقديمه فانظر إلى ما يصنع) (إن العروق إذا إستسر بها الندى * أشب النبات بها وطاب المزرع) وغضب الرشيد على العتابي الشاعر فشفع له الفضل فرضي عنه فقال (ما زلت في غمرات الموت مطرحا * يضيق عني وسيع الرأي والحيل) (فلم تزل دائما تسعى بلطفك لي * حتى إختلست حياتي من يدي أجلي) ومدحه أبو نواس بقصائد قال في بعضها:
(سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد * هواك لعل الفضل يجمع بيننا) فقيل له قد أسأت المقال في المخاطبة بهذا القول فقال أردت جمع تفضل لا جمع توصل وتبعه المتنبي بقوله (عل الأمير يرى ذلي فيشفع لي * إلى التي صيرتني في الهوى مثلا) وعمل فيه بعض الشعراء بيتا واحدا وهو (ما لقينا من جود فضل بن يحيى * ترك الناس كلهم شعراء)
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»